دلالة المكان في رواية ثقوب زرقاء الخير شوار

لماذا المكان؟ وما الدلالة؟ وما هي الثقوب؟ وغيرها من التساؤلات المتعلقة بالموضوع، الذي يرحل بنا إلى عالم من الهواجس والأحلام،عالم يحمل مفاجآت، لا حصر لها، تدور كلها حول متشرد غريب عن المدينة، يجد نفسه وجهاً لوجه أمام أزمات ومخاوف، تضطره إلى البقاء حبيس القصر المهجور الذي دارت حوله الأقاويل، وجعلته مجرد جدران مثقوبة، لا تفيد حتى في الاختباء من الأمطار، التي كانت تتهاطل طوال الليل على هذا المسكين، الذي لا ملجأ له سوى في هذه البقعة التي تتقاطع فيها الآمال مع الآلام، والحقيقة مع الخيال، واليابسة مع البحر، في جو من التراجيديا الساخرة، التي يسردها لنا الروائي الشاب الخير شوار. أما عملنا في هذاه الدراسة، فهو محاولة لخوض تجربة التحليل النفسي والاجتماعي لظاهرة المكان ودلالاته داخل الرواية، ولا نبالغ إذا قلنا إن المكان هنا (ونعني به القصر المهجور المليء بالمفاجآت) قد تقمص دور الشخصية، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أجل، قد تحول من مجرد ثابت لا دور له إلى بطل خارق، يلعب كل الأدوار في الرواية، ولا يترك مجالاًّ للتنفس والراحة، وكأنه يمارس الرفض والإقصاء والإبعاد، تجاه هذا الضيف غير الرغوب فيه، هذا الضيف الذي جاء دون استئذان، إنه الغريب صاحب الأطوار الغريبة، والذي سيلقى جزاء اقتحامه حرمة المكان المهجور المليء بالأشباح.