تحدَيات الأقليات المسلمة في ألمانيا آثارها وحلولها رؤية تربوية إسلامية

المقدمة: الحمد لله الذي خلق الإنسان من عدم، وعلًمه ما لم يعلم، وهداه للتي هي أقوم، والصلاة والسلام على من بعثه الله للعرب والعجم وجعله شاهداً على جميع الأمم، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره والتزم وانقاد لسنّته، وبعد: فإنّ الوجود الإسلامي العالمي الإنساني هو من طبيعة هذا الدين، قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ، حيث يتحرك المسلمون في الأرض طلباً للرزق والعلم وللدعوة إلى دين الحق وغيرها، وتعددت أنماط الحركة البشرية المسلمة من السفر والتجوال والاستقرار في شرق المعمورة وغربها؛ حتى بلغت دعوة الإسلام أقصى آسيا وأفريقيا دون وصول جيوش الفتح إليها، ثم توجهت جيوش الفتح إلى أوروبا حاملين لواء الحق لإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وفتحوا الأندلس وأقاموا فيها حضارةً مشرقةً حملت مشاعل الهداية والعلم للبشرية جمعاء. وأخذ الإسلام في أوروبا طريقه في الانتشار حتى أصبحت كل بلاد أوروبا تشهد وجود جاليات مسلمة، ووافدين جدد إلى دين الحق، وبات هؤلاء المسلمون يشكلون مجتمعات كبيرة في فرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها من البلدان الأوروبية، وقد حمل المهاجرون المسلمون إلى تلك البلاد عقيدتهم، لكنهم واجهوا واقعاً مغايراً لما عايشوه في عالمهم العربي أو الإسلامي، في تلك المجتمعات التي لا تدين بالإسلام. وعاش المسلمون في أوروبا كأقليات دينية،