البيعة وولاية العهد في الأندلس، عصري الإمارة والخلافة

إن عملية تنظيم تداول السلطة في الدولة الإسلامية إشكالية معقدة، لعمق جذورها التاريخية، وتعدد الفرق المكونة للمجتمع الإسلامي وتباين اتجاهاتها، مع إجماع هذه الأخيرة في الأغلب، على أن من أهم مقومات الدولة الإسلامية نظام البيعة وولاية العهد. وفي هذه النقطة بالذات تكمن الحاجة إلى مزيد من البحث، علنا نخرج بخلاصات واستنتاجات تخولنا المضي قدماً في فهم مكنونات المسارات التاريخية، مقارنة مع الثوابت الشرعية والفقهية، قصد الإجابة عن السؤال المركب الذي يلاحق الفكر السياسي الإسلامي خارج تأثير المرجعيات الفكرية المختلفة.هذا هو وجه التجديد في هذا العمل السياسي التاريخي، إنه الوعي بالثبات والسيرورة الفكرية والتاريخية، وكذا القناعة بأهمية تناول إشكالية الديني والسياسي.لهذا يأتي عملنا استكمالاً للدراسات التي أنتجت عن الفكر والممارسة السلطانية بالمجال الإسلامي عامة، والأندلسي خاصة إبان العصر الأموي، والذي عرف مواقف مختلفة، وتميز بمميزات خاصة، نقلت البلاد من الاستقرار إلى الفوضى والاضطراب، وكانت بذلك حدا فاصلا بين عصرين بينهما كثير من الاختلاف.ومن القضايا المحورية في هذا الصدد، قضية المرجعيات المتعلقة بالفعل السياسي، ومشروعيته في البيئة الإسلامية. إذ الأمر يتعلق في نهاية المطاف بمشاكل الفعل ورد الفعل عليه، والتجاوزات التي عرفها على مستوى البيعة وولاية العهد ومجمل ما تعلق بها من مفاهيم وأحكام.