موقف المملكة العربية السعودية من التطورات السياسية في لبنان

لقد عايشنا أثناء دراسة موضوع " موقف المملكة العربية السعودية من التطورات السياسية في لبنان ١٩٥٨ - ١٩٧٥"، أهم التطورات السياسية التي شهدها لبنان خلال تلك المدة إذ يعد لبنان من اكثر البلدان العربية تنوعًا من ناحية مكوناته الطائفية على الرغم من أنه أصغرها مساحة الامر الذي جعله ارضآ خصبة لتدخلات عربية وإقليمية ودولية، إذ أدت التطورات السياسية في لبنان وانعكاس أوضاع المنطقة العربية عليها الى تباين مواقف الدول العربية تجاهها وفي مقدمة تلك الدول المملكة العربية السعودية، وذلك لما لها من ثقل سياسي واقتصادي على الصعيدين العربي والعالمي معآ، إضافة الى ذلك أنها تعد من اكثر الدول العربية تاثيرآ في السياسة اللبنانية، بسبب علاقاتها السياسية والدبلوماسية القوية مع لبنان. أما اختيارنا للحقبة (١٩٥٨- ١٩٧٥) فقد جاء بسبب التطورات السياسية المهمه التي شهدتها المنطقة العربية عامة ولبنان خاصة، اذ اندلعت فوضى عارمة بسبب إعلان الوحدة بين مصر وسوريا، ما أدى الى انقسام الرأي العام اللبناني بين مؤيد ومعارض لها، ومن ثم اندلاع انتفاضة أيار ١٩٥٨ ضد حكم كميل شمعون. وتنتهي مدة الدراسة بعام ١٩٧٥ وهو العام الذي اندلعت فيه الحرب الأهلية اللبنانية. أما موقف السعودية من التطورات السياسية التي شهدها لبنان خلال تلك الحقبة فلم يكن على وتيرة واحدة، بل كان متارجحآ وذلك تبعًا لتطورات الأحداث وانعكاسها على مصالحها الخاصة.