سيكولوجية اللعب

يُعد اللعب وسيطاً تربوياً يعمل على تكوين الطفل في جميع مراحله النمائية سواء في مرحلة الرضاعة أو في مرحلة الطفولة إلى غاية بداية مرحلة المراهقة أو الرشد، وترجع أهمية اللعب إلى إسهامه بدور مهم في التكوين النفسي للطفل وتحقيق الصحة النفسية لديه، وإلى وجود أسس النشاط التي تسيطر على الطفل في حياته المدرسية، وحيث إنَّ الطفل يبدأ بإشباع حاجاته عن طريق اللعب، فإنَّ أبعاد العلاقات الاجتماعية القائمة بين الناس تنفتح أمامه، ويُدرك أنَّ الإسهام في أي نشاط يتطلب منه معرفة حقوقه وواجباته، وهذا ما يعكسه في ممارسته لنشاط اللعب، كما يتعلم الطفل عن طريق اللعب الجماعي الضبط والتنظيم الذاتي تماشياً مع الجماعة وتنسيقاً لسلوكه مع الأدوار المتبادلة فيها. ولعلَّ هذا الكتاب الموسوم بــ:"سيكولوجية اللعب" الموجه إلى الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات وكل من له علاقة بتربية الطفل في جميع مراحله النمائية يستهدف تزويد معارف علمية ومعلومات لهم حول اللعب بشكل عام، ولعب الطفل بشكل خاص، من أجل ممارستها لتسهيل عملية التربية والتنشئة الاجتماعية وفق ما جاءت به النظريات والتجارب الميدانية.