الحقل الديني في منطقة القبائل

إن الحديث عن البعد الشعبي للإسلام يؤدي بنا إلى التحدث عن المرابطية كخاصية من خصائص الإسلام في المغرب العربي، أو الإسلام في شمال إفريقيا، خاصة وأن الفعل الديني الإسلامي قد مورس في الجزائر من طرف فئتين من الأفراد متميزتين: المرابطون من جهة، ورؤساء الطرق من جهة أخرى. ويتمحور إطار هذه الدراسة في المؤسسات الدينية المرابطية في الحقل الديني لمنطقة القبائل، كمنطقة عرفت كل أشكال الإسلام، كموطن للزوايا والأولياء الصالحين والطرق الدينية ،فلا توجد فيها بقعة لا يوجد فيها زاوية أو لا تعلوها قبة، ولا توجد قرية لا تعلوها مئذنة. من خلال مقاربة ثنائية (سوسيوانثروبولوجية)، حاولنا أن نقف على حقيقة المكانة والأدوار الحالية للزوايا المرابطية في منطقة القبائل، وذلك من خلال التركيز على مختلف الاستراتيجيات التي تتبناها هذه المؤسسات من أجل إعادة إنتاج قيمها وبذلك الحفاظ على بقائها واستمرارها في الحقل الديني القبائلي.