سوق العملات الاجنبية

كثرة المعاملات الدولية في القرن العشرين وخصوصا في مجال التجارة والاستثمار، استدعت توسع نشاط التبادل المالي على المستوى الدولي، وذلك ما كان من شأنه خلق سوق لتسوية العقود الدولية فيما يخص الجانب المالي على المستوى الدولي. بحيث اقتضت الضرورة خلق سوق يختص بتبديل وتحويل مختلف العملات في العالم، وهو ما أصطلح عليه بسوق العملات الأجنبية (FOREX)، ليتم فيه أداء جميع العمليات التي تستوجب استعمال آلية تحويل العملات، بحيث نمى واتسع نشاطه وأصبح مكان لامتهان المتاجرة في العملات بحد ذاتها.لكن مع كثرة المتعاملين فيه وتباين طبائعهم وأهدافهم فهو يتوفر على مخاطر كبيرة، وحسب القاعدة المعروفة في الاقتصاد حيث كلما زادت المخاطرة ارتفع العائد، فقد جذب إليه فئة المضاربين، كما تحتمت على المتعاملين في التجارة الدولية اللجوء إليه في بادئ الأمر للتحوط من تقلب أسعار العملات، ومن ثم تسوية المبادلات، وحينها تم الاهتداء إلى ما يلبي طلبات المتعاملين فيه من أدوات. وبالتالي ظهرت تقنيات مستحدثة للتداول فيه عرفت بمشتقات الصرف.ومن بين المتعاملين فيه بل وأهمهم هم البنوك المركزية، ولأجل ضمان الأنظمة الاقتصادية حماية اقتصاداتها الوطنية من المضاربة التي تمس قيمة عملاتها وبالتالي اقتصاداتها، فقد ظهرت سياسات محددة يتم تطبيقها في كيفية التعامل في سوق العملات الأجنبية.