التعابيــر المسكوكة و دورها في الخطاب السياسي

إن الكثير من الخطب الرسمية باللغة الفصيحة للمسؤولين الكبار في الدولة تتخلّلها التعابير المسكوكة بأنواعها وخاصة الأمثال الفصيحة والشعبية التي تخدم الفكرة بإصابة المعنى وتفيد الإقناع كخاصية من خصائص أسلوب الخطابة، وباعتبارها مادة مُحملة بالحكمة، عميقة المعنى، ومُشبعة بالتجارب، وهو ما أعطاها القُدرة لنقل خبرات الأسلاف عبر الزمن، وأيضا أعطى لها قوة دفع حجاجية كعنصر إقناع.إن الخطاب إذا كان موجها للتأثير والإقناع؛ فإن المخاطَب يحتل الركن الأساس في هذه العملية، لأن النشاط الإبداعي يتمركز عند محوري الإنتاج والتأثير في الآخرين وهذا تماشيا مع أغلب النظريات الحديثة التي أصبحت تولي اهتماما كبيرا لتحليل الخطاب الاقناعي التداولي، ولقد تولد لدينا هم أولي هو اكتشاف كيف يمكن أن تؤثر التعابير المسكوكة في الخطاب السياسي، و كيف تعالج مظاهره التواصلية الاقناعية، فقمنا بتقصي ورصد استخدامات التعابير المسكوكة بأنواعها في خطب رسمية سياسية للرئيس الرّاحل عبد العزيز بوتفليقة، و رؤساء الأحزاب السياسية الأخرى إبان حقبة زمنية معينة وهي الاستفتاء من أجل المصالحة الوطنية و قانون الوئام المدني.