أهمية العناصر غير الملموسة كمورد اقتصادي في المؤسسات

عرف النشاط الاقتصادي تطورات هامة، وخصوصا مع تزايد حركة العولمة، وما أفرزته من تزايد في حدة المنافسة منذ السبعينيات؛ إضافة إلى التطورات التي شهدتها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات منذ الثمانينات، والتي أصبحت قطاعا اقتصاديا لا يقل أهمية عن باقي القطاعات. كل ذلك أدى إلى تزايد مكانة الخدمات في النشاط الاقتصادي، باعتبارها منتجات غير ملموسة إلى جانب المنتجات غير الملموسة الأخرى. ولم يقتصر تأثير تلك التطورات على مخرجات النشاط الاقتصادي، بل مس جانب كبير منه مدخلاته، فإلى جانب عوامل الإنتاج التقليدية، برزت العناصر غير الملموسة باعتبارها موارد اقتصادية إستراتيجية. من هذا المنطلق جاء هذا الكتاب كمحاولة لعرض أحد أهم المفاهيم الاقتصادية والإدارية الحديثة، ألا وهو مفهوم "العناصر غير الملموسة"، بشيء من البساطة والسهولة من أجل تمكين المتخصصين وغير المتخصصين من الإلمام به، وليس هدف هذا الكتاب هو الإحاطة بجميع أبعاد الموضوع، وإنما الإشارة إلى أهم الجوانب المرتبطة به فقط. وقد تم تقسيمه إلى ثلاث فصول يتناول الفصل الأول الإطار النظري للعناصر غير الملموسة، ويتناول الفصل الثاني واقع وأهمية الاستثمار في العناصر غير الملموسة، أما الفصل الثالث فيتناول قياس العناصر غير الملموسة. ويهم هذا الكتاب بالدرجة الأولى الطلبة الجامعيين والباحثين في مجال العناصر غير الملموسة والمديرين في المؤسسات.