فلسفة أرسطو العملية

يستمد الكتاب أهميته العلمية والفلسفية من : أولا,تأصيله التاريخي والجغرافي والفلسفي لأهم واقعة حضارية وابستيمولوجية عرفها العقل العربي والإسلامي الوسيط لمدة ثلاثة قرون,وهي حركة ترجمة علوم اليونان والفرس إلى العربية,التي وفّرت كمّا علميا ومعرفيا وفلسفيا هائلا,سمح للعقل العربي والإسلامي الوسيط بالانفتاح على علوم الآخر . ثانيا,تأصيله,لكيفية تلقيّ وتطور العقل الفلسفي اليوناني داخل العقل الفلسفي الإسلامي الوسيط فعلا و انفعالا,وخاصة فلسفة أرسطو العملية.فالكتاب يدقق عناوين ومضامين كتب أرسطو في الأخلاق والسياسة و الاقتصاد المترجمة إلى العربية, و الواصلة إلى حدود ابن رشد والرازي (مرورا بالفارابي والغزالي ). ثالثا,إثارته لإشكالات فلسفية تشرّع للسؤال عن مشروعية استثناء كتاب السياسة الأرسطي من الترجمة!وعن الخلفية الفكرية المتحكمة في فعل الترجمة و عن مدى حرية واستقلالية العقل المترجم والفعل العلمي آنذاك ! هنا يُعَدّ الكتاب,سندا نظريا مهمّا ممهدا للواحق البحث في المتداخل والمنفصل النظري و العملي بين العقلين الفلسفي والفقهي المشكّلان لبنية العقل الإسلامي, وفي مدى أثر الفلسفة اليونانية فيهما .