أساليب تفكير طلبة المرحلة الثانوية المتفوقين والمتأخرين دراسياً

يعد التفكير من العمليات العقلية التي خَصَّ الله سبحانه وتعالى الإنسان بها تكليفاً وتكريماً على كثير ممن خلق، وهو من العمليات العقلية والمعرفية العليا التي تتميز عن سائر العمليات العقلية الأخرى كونها أكثرها رقياً، وأقدرها على الوصول إلى عمق الأشياء والظواهر والمواقف والإحاطة بها ومعالجة المعلومات واكتشاف معلومات جديدة. والتفكير ذو مساس مباشر بحياة الأفراد والمجتمعات، ويسهم في مساعدة الأفراد على التكيف مع الأوضاع الراهنة والمستجدة، ويعمل على بقاء المجتمعات وتطورها ونموها. وللتفكير أساليب مختلفة يمارسها الأفراد في التعامل مع المواقف المختلفة التي يمرون بها، فتُمكنهم من تنظيم معلوماتهم تنظيماً جيداً واستخدامها بما يعود عليهم وعلى مجتمعاتهم بالخير، وقد اهتمت البشرية منذ القِدم بموضوع التفكير وغيره من العمليات العقلية من خلال البحث عن ذوي القدرات العليا والذكاء العالي، وتقديرهم ومنحهم الاهتمام الذي يستحقونه، فكل مجتمع متقدم كان وراءه مجموعة من العلماء المفكرين الذين استطاعوا من خلال ما يمتلكون من قدرات فريدة تحقيق التقدم والازدهار لمجتمعاتهم وأممهم، إذ لا يمكن تصور الحياة الإنسانية، وتصور ما أنجزه الإنسان من دون تفكير، فكل صور الحضارة من نتائج التفكير الراقي، وبه استطاع الإنسان أن يصنع هذه الحياة وأن يطور فيها.