خصائص الدرس الفقهي وواقع تدريسه بالجامعة

فبين يدي هذا الكتاب؛ وسيراً على ذلك المنهجِ الأصيلِ؛ فقد عمدنا في هذه الدراسة الـمُوْسُومِة بخصائِص الدرس الفقهي في التعليم العالي إلى تَسْلِيط الضَّوْءِ على المنهجِ العِلمي في معرفة خِصِّيصَة الفقه وطبيعته ومصادره وأثرها على المنهج التربوي، هذا الأخير كاشفٌ لواقع مِنْهَاج الفقه في المؤسسات الجامعية، بِتَخصيص فقه الفرائض أنموذجا للدراسة، نظرا لكونه فقها يجمع جميع خصائص الدرس الفقهي ثم لكونه ينهل من منظومة العلوم الكونية شرعيةً كانت أو طبيعية أو إنسانية، محاولين الجمع بين منهج التأصيل ومنهج التنزيل في الكشف عن خصائص دَرس الفقه المعرفية والمنهجية وواقعِ تنزِيلها بالجامعة المغربية. وقد تعمدنا إحاطة الدراسة بالقِسم التَّطبيقي الخاص بواقع تنزيلِ المعرفة الفقهية في التعليم العالي للنَّظَرِ في مدى حِفَاظِ السَّادة الأساتذة العلماء بمنهج الأَصالة في فقهِ المعاملات المالية تبويباً وتحليلاً، وتكيّفهم مع الأحداث المعاصرة التي مسّت هذا العلم من قبيل: خلوّه من القيم الكونية، واعتباره علماً جافا ينبغي التخلي عنه، وكونه علما جامدا غير قابلٍ للعصر ومستجداته الطارئة، ثم بيان منهج الجامعة في تصريف محتوى منظومة الفقه إلى الطلابِ وإعدادهم لمواجهة تحديات العصر ومشكلاته انطلاقا من أهداف التعليم إلى طبيعة التقويم والتقييم. عبد الرحمان بنويس