صفقة القرن من البدايات إلى المآلات

ينفرد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بالعديد من الخصائص التي يختلف بها عن غيره، فهو قائم على الدين، وعلى العديد من الأفكار المغلوطة من حيث أن أرض فلسطين هي أرض الميعاد لليهود، وأنها أرض بلا شعب. ومن هنا فقد عمل الاحتلال الإسرائيلي وما زال يعمل على السيطرة على الأراضي الفلسطينية، وطمس الهوية الفلسطينية، واستغلال الموارد الطبيعية، وإعاقة النشاط الاقتصادي، وعرقلة الحياة في فلسطين بكل ما أُوتي من قوة. وإضافة إلى الدّعم الذي يتلقاه الاحتلال الإسرائيلي من الولايات المتحدة الأمريكية، وسابقتها بريطانيا، لم يكف الاحتلال الإسرائيلي عن الاعتداء على كل ما هو فلسطيني. ومع ذلك لم يتوقف الدعم له، سواءً الدعم المالي المباشر، أو الدعم السياسي والمعنوي، والحيلولة دون تنفيذ كم كبير من القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي. وآخر وسائل الدعم للاحتلال الإسرائيلي ما أعلن عنه الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) وهو ما يسمى "صفقة القرن"، والتي تتضمن تعزيز السيادة الإسرائيلية وقضم مزيد من الأراضي الفلسطينية والسيطرة عليها، مقابل وعود بتنفيذ بضع مشاريع اقتصادية، وتحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين.تأتي هذه الدراسة محاولة لاستقراء صفقة القرن من وجهة نظر استشراقية من البدايات إلى المآلات، ومحاولة تحليل الجانب الاقتصادي لهذه الصفقة، ومدى ارتباط الاستشراق بالصهيونية والاستعمار.