ملامح الإبداع في الشعر الأندلسي "أضحى التنائي بديلا من تدانينا" نموذجا

يتناول البحث بالدراسة التحليلية النقدية واحدةً من أشهر قصائد الشعر الأندلسيّ الرائق، التي تعكس إبداعا متفردا، وذوقا متميزا لحقبة من حقب تاريخ الأدب العربي الأصيل. ولقد دوّت أصداء القصيدة في أرجاء الأدب العربي الراقي والفنّ الأدبيّ الأصيل على مرّ العصور الأدبية التالية، ونالت إعجاب كلّ مَن سمع بها مِن الشعراء والنقاد والمتلقّين؛ لما تمتاز به من صدق الشعور، وقوّة العاطفة، ولهيب المعاناة التي تجرّعها الشاعر، وأفلح في ترجمتها بالتصوير الدقيق، واللغة المشعّة الجزلة، والبيان القويّ الآسر. وجمعت القصيدة بين صدق المعاناة ودفق الشعور، وبين قوّة اللغة وفخامة البيان، فلانت بها الألسنة وتشنّفتها الآذان وتلذّذتها الأسماع، وفرضت نفسها على القلوب، وانطوت عليها الأرواح، ووجدت صداها في كل قلب صادفته بما تعالجه من جوانب نفسية يعانيها كل إنسان يمرّ بمآسٍ مشابهة. ومن أهداف البحث خدمة العربية بالوقوف على ملامح نمط من أنماط الشعر الذي ترعرع في بيئة غير عربية، والوقوف على الملامح الإبداعية وتتبع مظاهر الصدق الفني فيه، وبيان براعة ابن الشاعر في ضبط التعبير عن المعاني، وتوظيف الخصائص الفنية والوسائل البيانية في الكشف عن مراد الشاعر. واتخذ البحثُ نظريةَ النظم منهجا لاستجلاء ملامح الإبداع الفني الذوقي؛ إذ رآه المنهج الأنسب للمحافظةِ على أنفاس الشاعرِ وزفرات نفسه الحرَّى.