النفحات الربانية في الاستغاثة بسيد البرية

في هذا الكتاب عرض علمي موضوعي لمسألة الاستغاثة وطلب المدد من النبي صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم وأولياء الأمة، استشهد فيه المؤلف بالآيات القرآنية، والأحاديث الصحيحة النبوية، وأقوال العلماء، وردَ فيه على من جعل المسألة عقدية كفَّروا المسلمين بسببها، ثم ناقش المعترضين نقاشاً عقلانيا شرعيا، فمسألة الاستغاثة مسألة فقهية فرعية لا يصح تكفير المسلمين بسببها، وأن من دخل الإسلام بيقين لا يجوز إخراجه منه إلا بيقين . ورد على من فرق بين حياة المستغاث به وبين موته، وبيَّن أنها مسألة تلمودية توراتية، لأن المغيث حقيقة هو الله تعالى، وأن العبد هو وسيلة بين العبد وربه، فمن الله الخلق والإيجاد، ومن العبد الكسب والدعاء . وبين أن ما يحصل للمستغيث من إجابة طلبه إنما هو أعجاز إن حصل على يد نبي، أو كرامة إن كان على يد ولي، وقد يدخل المجاز في استغاثة الطالب بعلاقة السببية، وهو علم معروف في العربية . وفي معرض سرده لأقوال العلماء بمشروعية الاستغاثة أورد حوادث حقيقية طلب فيها بعض أفراد الأمة المدد من النبي صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم من أجل أمراض حلت بهم فكشفها الله في الوقت . ثم ناقش المؤلف المانعين للاستغاثة بدعوى الشرك، أن هذا الشرك المزعوم لن يحصل في الأمر إلا بعد موت عيسى عليه السلام، بدليل الأحاديث الصحيحة، فالأمر واسع والحمد لله، فمن استغاث فله ذلك، ومن لم يستغث فله ذلك.