أركان الجملة في اللغة العربية

تُعَدُّ الجملة أرقى استخدام للغة البشرية، إذ إنَّ الاسم وإنْ كان يعبِّر عن معنى معين بالوضع إلا أنَّه ليس كافياً وحده لتحديد المعنى - الذي يقصده المتكلم- تحديداً واضحاً، وهذا أيضاً ما ينطبق على الفعل، فهو وإنْ كان يدل على الحدث والزمن، إلا أنَّه غير كافٍ وحده للتعبير عن مراد المتكلم ، أما الحرف فهو بالوضع يعتمد في معناه على غيره، وعليه فإنَّ المعنى المراد لا يمكن تحديده بكل دقة ووضوح إلا إذا دخل كلٌّ من الاسم والفعل والحرف في علاقات نحويه، وهذا ما توفره الجملة باعتبارها الوعاء الجامع الذي تحدث داخله هذه العلاقات النحوية. وقد اهتم العلماء بدراسة الجملة العربية قديماً وحديثاً، حيث بحثوا في ماهيَّة الجملة وأنواعها، وقد اختلفت طريقة البحث عند كلٍّ من القدماء والمحدثين. ويحاول هذا الكتاب المزج بين طرقهم المختلفة ؛ بغرض التوصل إلى تحليل دقيق للجملة العربية، يجمع بين الأصالة – التي تمثلها طريقة القدماء –والحداثة – التي تمثلها – طرق المحدثين، وكذلك المزج بين الدراسة النحوية والدراسة البلاغية تحت مسمَّى وظائف الجمل