إدارة الأزمات المالية العالمية في ظل التكتلات الاقتصادية

یزداد، في الوقت الحاضر، اتجاه العدید من الدول، سواء كانت نامیة أو متقدمة، إلى إقامة التكتلات الاقتصادیة فیما بینها؛ نظراً للدور المهم الذي تلعبه في تحقیق المكاسب والتقلیل من التكالیف، بالإضافة إلى إمكانیة مواجهة التحدیات الداخلیة، الخارجیة والتي من أهمها الأزمات المالیة العالمیة، وذلك بالعمل على إدارتها والتقلیل من آثارها الحادّة على الدول الأعضاء المندرجة ضمن هذه التكتلات الاقتصادیة.وقد حاولنا من خلال دراستنا لحالة التكتل الاقتصادي الأوروبي وأهم الإجراءات التي اتخذها لإدارة الأزمة المالیة العالمیة لعام 2008 ، ابراز الدور الذي یمكن للتكتلات الاقتصادیة أن تلعبه في إدارة الأزمات المالیة العالمیة؛ حیث بینت نتائج الدراسة أن التكتل الاقتصادي، ورغم العوائق التي واجهته والتي من بینها الخلافات القائمة بین الدول الأعضاء، قد نجح إلى حد ما في إدارته للأزمة المالیة الأوروبیة والتي هي من تداعیات الأزمة المالیة العالمیة 2008 ؛ وذلك بالنّظر إلى الانتعاش الحاصل في الأسواق المالیة الأوروبیة والعالمیة مع بدایة العام 2012 ، وقد تمثل دوره في إدارة هذه الأزمة من خلال اتخاذه عدة إجراءات، منها إقامة مخطط الإنعاش الاقتصادي الأوروبي، إنشاء صندوق الاستقرار المالي الأوروبي، وصیاغة معاهدة الانضباط المالي الجدیدة.