دينامية المجالات الضاحوية وإعادة انتاج التمايزات السوسيومجالية بالمغرب

نسعى من خلال فصول هذا الكتاب، الكشف عن الواقع الذي تعيشه الساكنة المستفيدة من برامج الدولة الإسكانية، وقد خلصنا إلى النتائج التالية:مجاليا: بعد تمدين مجال الرحمة، يلاحظ توسع المجالات المحيطة بهذه المدينة. كما يلاحظ انقسام مدينة الرحمة إلى أحياء متباينة، بعضها موجه لساكنة قاطني أحياء الصفيح والآخر موجه للخواص عن طريق "الموازنة." وبحي النسيم، هناك مساكن موجهة للمستفيدين، وغير بعيد عنها نجد التجزئات المخصصة للفئات الراقية. لذلك فإن مجالي البحث يعرفان تمايزات مجالية. اجتماعيا: رغم الاستفادة من سكن لائق، يلاحظ انتشار مظاهر الفقر لدى الأسر المستفيدة، لأنها فقدت الشغل الذي كانت تمارسه سابقا. كما خلصنا، إلى محدودية انخراط أرباب الاسر في الحياة السياسة والجمعوية، وتردي مستواهم التعليمي والصحي، وتفكك العلاقات الاجتماعية التضامنية والانشغال بالمشاكل الأسرية وأداء الأقساط البنكية.. بل إن عملية الاستفادة التي جمعت بين ساكنة من أصول ريفية وأخرى حضرية ساهمت في انتشار التمايز الاجتماعي. إذا كانت أهداف الدولة "المعلنة" من هذه السياسات الاسكانية تتمثل في خلق الاندماج الاجتماعي، فإن النتائج قد انحصرت فقط في الاهتمام بالجوانب التقنية دون مراعاة الجوانب الاجتماعية. الشيء الذي أثر على عمليات الاندماج وعلى مستوى جودة الحياة..