علماء العرب والمسلمين الأعلام

أقدم لهذا الكتاب بإعطاء لمحة سريعة عن جهود العلماءالعرب والمسلمين في بداية النهضة العربية الإسلامية، وإبداعاتهم في كافة فنون المعرفة، ليُكوِن القارئ العزيز فكرة عن محتوى الكتاب ويلمس أهميته عن قرب إذ يجمع بين دفتيه معلومات منتشرة في عدد كبير من المصادر والكتب عن العلماء الأوائل والرواد في كل ميدان، والمؤسسين للنهضة العلمية الحديثة التي نعيش فيها الآن ونأكل من خيراتها ونسعد بمنجزاتها وما تم تحقيقه بفضل علمائنا الأوائل الذين قاموا بنقل حضارة الغرب، الى اللغة العربية، فحافظوا عليها من الإندثار والضياع، في العصور الوسطى المظلمة التي عاشتها أوروبا وغيرها، بينما كانت تلك الفترة هي العصر الذهبي للحضارة الإسلامية. ومما شجع وساعد على تلك النهضة إهتمام الخلفاء العرب بالعلم، وتشجيعهم للعلماء على نقل علم الأولين من اللغات الأوروبية والفارسية والهندية الى اللغة العربية. حتى قيل أن بعض الخلفاء كالخليفة المأمون كان يدفع لمن يترجم كتاباً ما يساوي وزنه ذهباً. ولم يكتف العلماء بنقل الموروث من علوم الأوليين بل قاموا بتمحيصه ودراسته، فما صح منه أخذوه، وما ثبت زيفه تركوه، وعملوا على تطوير هذه العلوم بجدهم ومثابرتهم وصبرهم، فوصلوا الى منجزات وابتكارات إعترف بها علماء الشرق والغرب في العصر الحديث، والتي لولاها لتأخرت الحضارة الأوروبية الحديثة عدة قرون.