الإعلام الجديد وأشكال التغير الاجتماعي بالمغرب

تحظى نظم الاتصال والإعلام الجديدة بأهمية متزايدة نظرا لقدرتها على إعادة تشكيل كيان الإنسان في ذاته وثقافته ومجتمعه، كما تؤكد ذلك عدد من الدراسات العلمية في مجالي علم الإعلام والاتصال والسوسيولوجيا، غير أن تلك التغيرات والتحولات تختلف من مجتمع إلى آخر، مما يحتم النظر في أبعادها المتعددة في الحياة الاجتماعية المغربية، سواء من جهة منطق اشتغال تكنولوجيا الاتصال والإعلام أو من جهة آثارها على المجتمع. لذلك؛ لا يجد الناظر في هذه الظاهرة سوى التأكيد على تلك العلاقة الوطيدة بين وسائل الاتصال المعاصرة وأنماط التغير الاجتماعي، فلقد صارت تكنولوجيا الاتصال اليوم أكثر من أي وقت مضى ذات منحى يميل إلى الحتمية المفرطة، إذ لم تقف عند حدود الوسيلة أو الوسيط، بل تعدته لتحدد معالم التغير الاجتماعي تبعا لمدى تغلغل هذه الوسيلة في هذا الوسط الاجتماعي أو ذاك. بيد أنه لا يمكن رفع العامل التكنولوجي إلى مستوى العامل الوحيد المتعالي على التاريخ والإنسان، وإنما يجب اعتبار محصلة التغير الاجتماعي نتيجة لعملية التفاعل المستمر بين التكنولوجيا والفعل الإنساني. فبعد هذا الانتشار الواسع للتكنولوجيا الجديدة وحوسبة المجتمع وتوسيله في كيانه بالدرجة التي أصبحت فيها حواس الإنسان امتدادا للتكنولوجيا، لا يجد المتتبع للاكتشافات المتتالية في تكنولوجيا الإعلام والاتصال المختلفة إلا تأكيد مقولتين اثنتين: أولا؛ كون تكنولوجيا