الأمير من باريس إلى دمشق ومشروع إمارة الشرق

عندما انتقل الأمیر عبد القادر إلى الشام بعد إطلاق سراحھ من طرف الإمبراطور نابلیون الثالث كانت سـمعتھ وسـیرتھ الطیبـة قـد سـبقتھ إلى تلك الـدیار، فقـد سـمع الناس عن بطولاتھ في جھاده الطویل ضـد الفرنسـیین في الجزائر، ولكّنھ كان على موعد مع الشـھرة التي بلغت الآفاق، عندما تـدخل بكل شـجاعة وإخلاص لإطفاء نار الفتنة التي نشـبت بین المسـلمین والمسـیحیین. وكان ھذا الموقف الشـجاع ھو الذي دفع عدًدا من زعماء الشـرق والغرب لترشـیحھ لإمارة بلاد الشام. إن ھـذا الكتـاب یھـدف إلى ابراز أھمیـة شخصـیة الأـمیر عبـد القـادر بأبعادھـا العربیـة والإسـلامیة وكُمْلھ لحركات التحرر في الوطن العربي ِوالعالمیـة كرائـد من رواد النھضـة العربیة الحدیثة، م من خلاـل تواجـده بالمشـرق، وأثره على الحراك السیاسـي الـذي عرفتھ المنطقـة. ومن ھنا ینبغي علینا أخذ الصورة كاملة عن الرجل وتصحیح الصورة النمطیة السائدة عنھ –على الأقل عند غیر المتخصصـین– والتي یكاد یسودھا الظلام بانطفاء شـعلة مقاومتھ للمحتل الفرنسـي أواخر عام 1947.