الكتابة التاريخية عند القاضي النعمان ت.363هـ/974م

شهدت الدراسات الإسماعيلية تطورا كبيراً في العقود الأخيرة من القرن الماضي تماشياً مع الظهور التدريجي لنصوص إسماعيلية جديدة ومجموعات المخطوطات، الأمر الذي أدى إلى تزايد أهمية هذا النوع من الدراسات التاريخية التي كانت إلى وقت قريب تعتمد أساساً على مؤلفات لمؤرخين من خارج الجماعة الإسماعيلية . هذا التحول على مستوى تلك الدراسات أدى إلى ضرورة إعادة البحث في النصوص التاريخية الإسماعيلية القديمة أو التي ظهرت حديثا على حد السواء لأجل تسليط الضوء أكثر على جوانب عديدة من فكر الإسماعيليين وتاريخهم لاسيما في المرحلة المبكرة التي اكتنفها الكثير من الغموض و المرحلة المغربية التي تأسست فيها الدولة الفاطمية وحكمت مجالات واسعة من المغرب الإسلامي. من هنا تأتي ضرورة دراسة الإسطوغرافيا الإسماعيلية لتلك الفترة بتوظيف آليات التنقيب في التراث الإسماعيلي و رصد كتابات المؤرخين لإبراز الجوانب الفكرية والتاريخية للنشاط الإسماعيلي ، تلك الكتابات اكتسبت أهميتها من المكانة التي تبوأتها النخبة المثقفة في دواليب السلطة الفاطمية ودورها في متابعة الإحداث والوقائع السياسية والتاريخية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، وتتبع ظواهرها وتطوراتها المختلفة وتدوينها.