تاريخ فلسطين القديم بين روايات العهد القديم، والدراسات الحديثة

الكتاب الذي بين أيدينا ينفي وجود دولة زمنية للإسرائيليين في فلسطين، وأن الدولة الهزيلة التي أقاموها على ثرى فلسطين كانت محدودة الزمان والمكان؛ انتابتها الخلافات الداخلية مما أدى إلى انهيارها سريعاً، وكانت سياستها تدور حول التمييز العنصري التي ابتكروها بين أهلها الأصليين من الكنعانيين وبقية سكان فلسطين الآخرين؛ فكانــت من أهم الأسباب المباشرة للقضاء على دولتهم. وحاول الكتاب أيضاً نفي أي وجود لمملكة إسرائيلية زمن داود وسليمان عليهما السلام، التي قيل إنها امتدت من تخوم مصر إلى نهر الفرات في أرض الرافدين؛ إذ أثبتت الحقائق التاريخية أن أقصى اتساع للدولة الإسرائيلية لم يتجاوز مدينة دان (تل القاضي) في شمال فلسطين حتى مدينة بئر السبع في الجنوب؛ بل وأثبتت الحقائق أن تلك الدولة كانت خاضعة تارة للحكم المصري، وتارة أخرى لحكم الآراميين والفينيقيين؛ إلى أن تمكّن الآشوريون والبابليون من القضاء عليها نهائياً. وقد تمَّ تقسيم الكتاب إلى عشرة فصول رئيسية، يحتوي كل فصلٍ على تاريخ شعبٍ من الشعوب التي تغلبت على أرض فلسطين، مع بيان أهم ما قدّمته من خدماتٍ لسكان البلد، وكذلك الأمر توضيح المثالب الاستعمارية لغالبيتها للسيطرة على مقدراتها واستغلال خيراتها.