ایدیولوجیة العنف المسلح في تصورات الاصولیة الاسلامیة المعاصرة

يتداخل مفهوم الأُصولية مع طيف واسع من المفاهيم الأُخرى القريبة منه، كالسلفية والتعصُب والإرهاب والراديكالية والجذرية، رُغم أن كُل مفهوم من تلك المفاهيم ينطوي على دلالات ومقاصد تختلف- بدرجات مُتفاوتة -عن مضمون الأُصولية. ورُغم اختلاف السياقات التأريخية لصيرورة أشكال الأُصوليات –الدينية منها والعلمانية-، إلا أنها تشتركُ في جُملة من الخصائص والسمات والمظاهر العامة، سواء ما تعلق منها بالجانب الأيديولوجي، او الجانبين السياسي والاجتماعي. أما اصطلاح (الأُصولية الإسلامية) فقد عُبئ بمضامين استشراقية تحامُلية، فالعديد من الكُتاب والمفكرين الغربيين كانوا قد تناولوا الإسلام من خلال التجارب التي خاضتها مجتمعاتهم، فكانت النتيجة هي ولادة صورة مُشوهة عن الإسلام. لكن هذا لا ينفي حقيقة وجود العديد من الأُصوليات الإسلامية التي تعتنق أيديولوجيات عنف مُسلح، فهذه الحركات الثورية ترفض التواصل مع (الآخر) وتعلن حرباً مفتوحة على حكوماتها وتدعو لسمو أحكام الشريعة على القوانين الأخرى وتؤمن بمنفعة التمرُد المُسلح وتسعى لإعادة بناء العالم وفقاً لفلسفتها الذاتية. وقد أفرز النُهوض الأُصولي الإسلامي مجموعةً من الحركات المُحترفة للعُنف المُسلح، تراوح نشاطُها بين المستوى الوطني (المحلي) والإقليمي وحتى العالمي (العابر للحدود)، وكان تنظيمُ (القاعدة) وتنظيم (الدولة الإسلامية) أبرز النماذج المعاصرة.