تحرير التجارة الخارجية

حاولت معظم الأدبيات الاقتصادية وبدواة كتّابها من علماء ومفكرين وباحثين اقتصاديين , وسياسيين في بعض الأحيان , أن تتناول موضوعة تحرير التجارة الخارجية بما لها وما عليها من آثار في الواقع الاقتصادي والاجتماعي للبلدان التي تتبناها , وفي الأغلب الأعم تنبع وجهات نظر الكّتاب في هذا الشأن من البيئة الفكرية (الإيديولوجية) التي يعيش بكنفها الكاتب , ومن هنا نجد وجهات النظر تلك تتأرجح بين مؤيد لسياسة تحرير التجارة ومعارض تبعا للرؤى الفكرية لهؤلاء . لقد عدّ الكتاب سياسة تحرير التجارة واقعا على الأرض في ظل عالم معولم ذي قطب واحد , ونظام اقتصادي ليبرالي يُعد الانفتاح أهم سماته , لذا حرصنا على عدم الخوض كثيرا بتفاصيل ومقومات ومتطلبات تحرير التجارة . لقد حاول الكاتب ( اتساقا مع الهدف المرجو توضيحه ) الإجابة عن سؤال مطروح وبإلحاح , ما هي المكاسب أو الخسائر من جراء تحرير التجارة ؟ أي ما هي التغيرات إلي تشهدها هياكل القطاعات الرئيسة للبلدان التي شرعت بتحرير تجارتها الخارجية , ومع صعوبة الإجابة على ذلك كون مخرجات تحليل البيانات المستخدمة بهذا الشأن , لا يمكن أن نعزوها بالكامل إلى تبني هذه السياسة (سواء أكانت في صالح أم غير صالح الانفتاح) وذلك لتداخل ظروف يمكن أن تسهم في هذه التغيرات , وعليه يكون اثر هذه السياسة في هياكل القطاعات نسبيا وليس مطلقا.