تيمة المرأة في شعر نزار قباني

قراءة وصفية تحليلية نفسية عن الشاعر نزار قباني، هذا الشاعر الذي شغل الناس، واشتغل عنهم، ملأ الدنيا جدلا في حياته وبعد موته، شاعر امتلك جماهيرية واسعة عريضة، شاعر كتب عن المرأة خمسين عاما أو أكثر ووهبها حياته وشعره، ولم يبال إن نعتوه بشاعر المرأة، لأنه جرد أداته للكتابة عن المرأة بلا مواربة، أشهر سيفه لينخر جسما لا يقبل الفتح والانفتاح بلغة متفتحة. ولم يكتب الشاعر عن امرأة واحدة أو عن نفسية واحدة، بل كتب عن كل امرأة، المرأة البغي، المرأة المومس، كما كتب عن المرأة المثالية، المرأة الفن، المرأة القصيدة، المرأة الأم، وحتى عن المرأة المستحيلة. فنزار قباني شاعر مجدد، الأولى أن يُجعل في قائمة الشعراء الرواد الذين حاولوا التجديد في الشّعر العربي، في موضوعاته وألفاظه وطريقة طرحه، يمتلك تجربة لها خصوصياتها في شكلها ولغتها وموضوعها، شاعر حاول أن يخترق عوالم الشّعر المألوفة ويقضي على رتابتها، شاعر يرفض أن يلبس ثوب غيره أو يتكلم بصوت غيره، ولكن أن يكتب بهذا التوقد وهذه الحرارة، طوال نصف قرن فهو جدير بالدراسة والتحليل والنقد. وبالتالي فهذه الدراسة لشعر نزار متوجهة إلى شعره وشعره فقط، بعيدا عن الأحكام الجاهزة والأفكار المسبقة، محاولة الإجابة عن بعض الأسئلة الملحة التي تطرح نفسها منها: ما السر الكامن وراء كتابته على وتر المرأة، طوال نصف قرن؟ وما دلالة حضور المرأة في شعره؟