اللون والتصميم

اللون آية من آيات الله في الكون ، وشاهد على القدرة والإبداع الإلهي .. ونعمة جعلها الخالق مرتبطة بالإبصار في الإنسان .. ودعوة إلى التفكير بالعقل ، لدراسة هذه الظاهرة ، دراسة واعية ،هذه الظاهرة بالذات شغلت الكثير من العلماء والباحثين والفنانين والمفكرين بل حتى الادباء والشعراء الذين تغنت قصائدهم باللون ومكنونانته الرمزية والتعبيرية و مما لاشك فيه إن الأنسان عرف اللون منذ عرف نفسه، فاللون في كل مكان موجود فيه الانسان، وان اللون كالضوء خلق في بداية الزمن وبدون اللون تنعدم الرؤية تماماً في الوجود، اذ لايمكن رؤية الالوان بمعزل عن الضوء وذلك للعلاقة النسبية الموجودة بين الضوء واللون والتي لايمكن فصلها او تجزئتها من الناحية العلمية والفيزياوية اذ يمكن القول ان الضوء هو اللون واللون هو الضوء، فقد أَدرك الانسان منذ القدم إن للشمس اهميتها في قوة الابصار وان اختفائها يحيل كل شيء الى عتمةٌ وظلام. لقد كان اللون للأنسان في العصور القديمة اكثر من ملهاة وتسلية فقد كان نوعاً من الغموض المعقد، فبحث في الوان الطبيعة الحرة وجمعها وكون منها اشكالاً ملونة ودفعته الحاجة الى تصنيفها، ومع التطور الحضاري بدأت الالوان تؤدي دوراً متميزاً سواء في مجال الصناعة والبناء أو الديكور او المنسوجات والمطبوعات، وقد تجول الأنسان كثيراً في علم الالوان وذهب بعلمه بعيداً ثم عاد بالنهاية الى نفسه.