الكنز الجلي من الخلق السني

الحمد لله رب العالمين أذاب فوارق النسب بالإسلام، وجعل التقوى هي الميزان، وقرب من ساحاته كل تقي وأبعد عنها كل شقي وأباح دار القرار في الجنة للمتواضعين وأعد مقاعد العذاب في النار للمتكبرين، فطوبى لمن حوته العناية الربانية فخلع خلع الجاهلية وارتدى ثوب العبودية. سبحانه من عالم حكيم أدار ملكه بالعدل، وجل جلاله من رحمن رحيم عامل خلقه بالبذل، تعالى عن أفعال العبودية وتفرد بالوحدانية. فهو الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم سقى عبادة الأحباب من بحور الأخلاق الحميدة وروى ظمأهم من موارده العديدة. وأشهد أن لا إله إلا الله المعطى من ساحات الغنى وخزائن الكرم ما كفل خلقه أجمعين ومن ساحات الرضا وخزائن الود ما أقربه أعين الأنبياء والمرسلين والصالحين. واشهد أن سيدنا ومولانا وحبيبنا محمدا عبده الأول في النظام والآخر في الختام، والعالم بأسرار الجمعية، والممد من الوحى بالألطاف الرحمانية، النطفة الزكية الطاهرة من الأرجاس الشيطانية، الممنوحة بأنوار الزجاجة الزيتونية، المطهر من الهوى، والمتحقق بفيض «ولسوف يعطيك ربك فترضي» اللهم صلى وسلم وبارك على من تفرد بالمقام الأسمى في مقام قاب قوسين أو أدني، والمعبر عنه في دنا فتدلى والحائز الخير في قول سيده «فأحي إلى عبده ما أوحى» وعلى آله وأزواجه أمهات المؤمنين كما صليت على سيدنا إبراهيم وآل سيد إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد