الإدارة الاستراتيجية للإصلاح المدرسى فى القرن 21

تواجه معظم المؤسسات التعليمية تحديات كثيرة نتيجة للتغيرات والتطورات العلمية والتقنية السريعة والمستمرة، وأمام تلك التحديات أضحت الإدارة التقليدية بعملياتها ووسائلها عاجزة عن جعل المؤسسة قادرة على المنافسة , الأمر الذي يحتم على هذه المؤسسات استخدام كل ما يتاح لها من أساليب إدارية معاصرة تمكنها من ذلك , وأسلوب الإدارة الاستراتيجية كونه يمثل منهجاً فكرياً يتميز بالحداثة والريادة , ويتسم من خلال عملياته ووسائله بالقدرة على زيادة القدرات التنافسية للمؤسسة وتطوير أدائها , هذا الأسلوب الذي تبنته معظم المؤسسات في البلدان المتقدمة وبعض البلدان السائرة في طريق النمو, وكان له الأثر الكبير في تفوقها وتميزها فى عصر المعرفة كما أن المؤسسات التعليمية تواجه تحديات حقيقية ، تتمثل في كيفية إحداث التوازن بين الطبيعة المستقرة للبيئة التنظيمية التي يتطلبها العمل المدرسي ،وبين الطبيعة الديناميكية للمدرسة ،الأمر الذي حتم وجود مستويين متوازيين من الأنشطة التخطيطية المدرسية ، الأول هو مستوى التخطيط المستقبلي بعيد المدى ،والثاني مستوى التخطيط الإجرائى لعمليتى التطوير والإصلاح فى المدرسة على المدى المتوسط والقريب. وعليه فإن هذا الكتاب يقدم للمؤسسات لاسيما التربوية منها تصوراً للاصلاح المدرسى فى ضوء مدخل الادارة الاستراتيجية فى القرن 21.