الهجرة الخارجية للمصريين- دراسة ديموجغرافية

لم تكن مصر أرضاً للهجرة الخارجة، وكانت أرضاً للهجرة الوافدة حتى مُنتصف القرن العشرين. وبدأت تعرف الهجرة الخارجية مُنذ خمسينيات القرن العشرين، حيث شهدت هجرة بعض المصريين إلى الخارج، كان مُعظمهم من المُهاجرين الدائمين. ثم شهدت هجرة أفواج كبيرة العدد مُنذ النصف الأول من السبعينيات، وتحديداً بعد حرب أكتوبر 1973 التى أدت إلى ارتفاع أسعار النفـط، وزيادة العائدات النفطية فى الدُول العربية النفطية، واشتداد طلب هذه الدُول للعمالة. وبالنسبة لنمط الهجرة الدائمة، فكانت الفترة التالية لنكسة 1967 حتى حرب العبور عام 1973 هى فترة ازدهاره، وانخفض مُعدلها من مُنتصف السبعينيـات حتى مُنتصف الثمانينيات، ثم ارتفع ثانية مع أوائل التسعينيات. واستقبلت الولايات المتحدة وكندا واستراليا مُعظم المُهاجرين خلال النصف الثاني من القرن العشرين. وحرصت تلك الدُول على انتقاء المُهاجرين من الفئات العُمرية الوسطى الحاصلين على المُؤهلات الجامعية. أما بالنسبة لنمط الهجرة المؤقتة، فكانت ليبيا هي دولة الاستقبال الرئيسة في مراحله الأولى، ثم حل محلها العراق في مُنتصف الثمانينيات، وأصبحت السعودية في مُقدمة دُول الاستقبال مُنذ مُنتصف التسعينيات حتى الوقت الراهن. وتُعد هذه الهجرة هجرة ذكور في سن الشباب، وتتسم بعدم استقرار المُهاجرين بالخارج، وارتفاع الأمية بين المُهاجرين، وارتفاع المُستوى التعليمي للمُهاجرين من الحضر.