الحرية في بعدها النظري وبعدها التطبيقي، ليست مشروعاً ناجزاً، وإنما هي من المشروعات المفتوحة على كل المبادرات والإبداعات الإنسانية. من هنا فإنه لا حرية بدون أحرار، ولا ديمقراطية بدون ديمقراطيين. وإن كل حرية أو ديموقراطية بلا أحرار فهي حرية وديمقراطية شكلية. وإن حجر الزاوية في مشروع الحرية هو وجود الإنسان الحر، الذي يترجم قيم الحرية ويدافع عن مقتضياتها ومتطلباتها. من هنا فإن المطلوب ليس الصراخ باسم القيم الجديدة، وإنما العمل على التربية عليها. لأن التربية على هذه القيم والمبادئ، هو الطريق الطبيعي لخلق وقائع مجتمعية منسجمة ومقتضيات هذه القيم. والحرية في الرؤية الإسلامية، ليست بعيدة عن مرجعية التوحيد، وإنما هي منبثقة من هذه المرجعية، وهي التي تعطي للحرية معنى وهدفاً وتشريعاً. والشرك العقدي يعيق من انطلاقة فكرة الحرية ويضيف لها أبعاداً ومضامين مناقضة للمفهوم الجوهري للحرية. فالحرية ليست تفلتاً من القيم، وإنما هي انسجام تام مع النواميس والقوانين الاجتماعية والكونية. كما أن الحرية كممارسة مجتمعية تتسع وتضيق من خلال علاقتها بقيمة العدالة. فلا عدالة حقيقية بدون حرية إنسانية، كما أنه لا حرية بدون عدالة في كل المستويات. فالحرية هي عامل محرك باتجاه إنجاز مفهوم العدالة في الواقع الخارجي. كما أن العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، هي التي تكرس مفهوم الحرية في الواقع الاجتماعي.

تفاصيل الكتاب:

ISBN-13:

978-620-2-34914-7

ISBN-10:

620234914X

EAN:

9786202349147

لغة الكتاب:

عربي

By (author) :

محمد محفوظ

عدد الصفحات:

116

النشر في:

02.03.2018

الصنف:

Social structural research