في عوالم الطيب صالح

تحطيم العلاقة الوهمية بين الشرق والغرب، أقوى دوافع الطيب صالح لكتابة موسم الهجرة إلى الشمال. وقد اتبع الطيب استراتيجية ملتبسة وتكنيكا مزدوجا للكشف عن هذه الأوهام في بنية رواية موسم الهجرة الى الشمال. فهو قد عمد إلى توظيف هذه الاوهام في العلاقة بين العالمين، ظاهريا كسلاح في غزوات مصطفى سعيد الرمزية للثأر من المستعمر من خلال الإيقاع بنسائه في حبال فحولته ويمضى مع هذه الأوهام شوطا بعيدا ، لا لتثبيتها، وإنما ليفضح في النهاية زيفها وخداعها وكذبها. فالبخور والند والصندل وريش النعام أوهام يستخدمها في اصطياد الفتيات الإنجليزيات. كان يستغل ولعهن بالغرائبي والعجائبي والبدائي السحري وكل ما هو مغاير لثقافتهن الغربية. وما يلبثن أن يفقن من الوهم، فينتهين نهايات مأساوية، وينتهي هو نفسه الى الفشل والى السجن والانتحار. إن الجنس في الرواية ليس مقصوداً في ذاته، إنه دالة رمزية لكشف صورة الآخر في الوعي الأوربي.