الضّمائرُ المُنعَكِسَةُ في اللّغةِ العربيّةِ

مصطلح الضّمير المنعكس غير موجود في النّحو العربي، وغير متعارف عليه، وإن كانت ظاهرة الانعكاس موجودةً، بل ومتأصِّلةً فيه، وقد تكلّم عنها سيبويه، ومَنْ بَعده من النّحاة، ولكنْ دون أن يضعوا للموضوعِ عنوانًا يتعارف عليه الدّارسون، حتى بات المصطلح غريبًا على النّحو العربيّ، وعلى دارسيه. وقد جاء هذا الكتاب؛ ليدرسَ الضَّمير المنعكس في اللغة العربيّة، ويُبيين مواضعه، وشروطه، وحالاته، وإعرابه، وكل ما يتعلَّقُ به، كما ويبيّن العلاقة بين الضّمير المنعكس في اللغة العربية، وفي اللّغتين: العبريّة، والإنجليزيّة، ومن ثمَّ يدرسُ هذا الكتاب الضّمير المنعكس في مصادر اللغة العربيّة في عصور الاحتجاج: القرآن الكريم، والحديث النبويّ الشّريف، والشّعر العربيّ، والنّثر العربيّ، ومن ثمَّ يستنتج العلاقة بين الدّراسة النّظريّة، والدّراسة التّطبيقيّة؛ ليخرج بنتائج واضحة تفيد في مجال الدّراسة العربيّة النّحويّة. وكان من أهمِّ النّتائج التي توصّلت إليها هذه الدراسة: أنَّ الضّمير المنعكس موجودٌ في النّحو العربيّ، كما هو موجود في مصادر اللغة العربية في عصور الاحتجاج، وأنَّ الضّمير المنعكس يُفرِّق بين مجموعتين كبيرتين من الأفعال؛ هما: أفعال القلوب، وغير أفعال القلوب؛ إذ إنَّ لكل مجموعةٍ من هذه الأفعال أشكالاً خاصةً يردُ الضّمير المنعكس فيها، وكلّ مجموعة لها وصفٌ تركيبيٌّ، وآخر دلاليٌّ يميزها عن الأخرى.