وظائف لغة الجسد الإبلاغية في الحديث النبوي الشريف

تتعدّد وسائل الاتّصال بين الشّعوب بتعدّد لغاتهم وتنوّعها، فكلّ إنسان يكتسب لغة قومه ليتواصل معهم، ويفهم عاداتهم وتقاليدهم، ومنها الحركات الجسديّة المتنوّعة ذات الدّلالات المختلفة، والتي تعدّ من أبرز وسائل الاتّصال، شأنها شأن اللّغة؛ لذلك "فطن اللّغويون إلى أنَّ عمليّة التّواصل لا تعتمد فقط على اللّغة بصفتها الأداة الرّئيسة لهذا التّواصل، بل تعتمد أيضاً على ما يصاحبها من نغمات صوت المتكلّم "voice tones" وحركاته الجسديّة "Body motions" فاهتمّوا بدراسة هذه المصاحبات اللّغويَّة "paralinguisties" حيث يعني هذا المصطلح المظاهر المصاحبة للإشارات الجسديَّة مثل هيئة الجسد في الوقوف والقعود والمشي، والتّعبيرات التي تطرأ على البشرة مثل الشّحوب والاصفرار والاحمرار". يمتلك جسد الإنسان لغة قديمة قدم التاريخ خاصّة بذاتها؛ إذ يرسل إشارات تُستقبل من قبل الآخرين، وتفهم، مما يؤدي تواصلاً اجتماعيَّاً ضمن جماعة ما، ويحتلّ مكانة مهمّة في حياتنا اليوميّة، فهو المبدأ المنظّم للفعل، والهويّة الّتي بها نعرف وندرك ونصنف.