ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺪﻋﻮﻱ

بعد ان تلاحقت وتسارعت المناهج والاساليب المحدثة بقوالب ممشوقة وفانين مزخرفة من اجل ازاحة تأصل الدين وفعالية التدين من القلوب، وزعزعة مرتكزاته من خلال وسائل واساليب التشويه واساليب التغريب والتنصير، حتى عد وصوّر الدين بانه هروين الشعوب، بات لزاما علينا ايجاد الحلول بخطوات مقننة وهادفة تختصر الجهد وتستضيئ بسيرة السلف الصالح وتنتهج مناهج اهل التربية والارشاد من اجل لملمة شتات الافكار والولاءات. ان الداعي إلى الله تعالى لا ينبغي له بحال من الأحوال أن ينفصل عن هذا التقدم الحادث في وسائل الدعوة وأساليب الإعلام الدعوي، فعليه أن يستفيد من هذه التقنيات الحديثة؛ لأن التقوقع داخل مسجد أو نادٍ أو مركز شباب فحسب دون الاستفادة من الوسائل الأخرى ينفق كثيرًا من الوقت والجهد الذي يمكن توفيره، وهنا جاء سبب اختيار هذا الموضوع ليكون محور كتابا الذي بين يديكم، وفيه نضع أيد الدعاة على كيفية الاستفادة من الإعلام المعاصر والتقنيات الحديثة في خدمة الدعوة إلى الله، وتحقيق خلق العباد وهي العبادة لله تعالى وحده دون ند أو شريك.ان الداعية مطالَب أن يطوِّر ذاته وأن يطور من دعوته ووسائلها واساليبا، ورحم الله الرافعي حين ترجم لهذا المعنى بقوله: "إن لم تزد شيئًا على الدنيا: كنت أنت زائدًا عليها".