مدينة غدامس

من خلال دراستنا لموضوع مدينة غدامس من القرن الثامن إلى القرن الحادى عشر للهجرة لاحظنا أن المدينة كان لها دور كبير فى التواصل الحضارى بين مدن الشمال الأفريقى ومدن جنوب الصحراء، خلال فترة ازدهار التجارة الصحراوية. وازدهرت الحياة الاقتصادية بالمدينة بسبب موقعها الذى يتوسط طرق القوافل المؤدية إلى مدن الشمال ومدن جنوب الصحراء، وقامت بالمدينة عدة صناعات اعتمدت على المجهود الفردى، منها صناعة الفخار والصناعات الجلدية التى اشتهرت بها غدامس، وهى من أجود أنواع الدباغ، والصناعات الحديدية كأدوات الزراعة والسيوف وألجمة البهائم وصناعات معدنية ثمينة كصناعة الحلى النسائية الفضية منها والذهبية، بالإضافة إلى الصناعات النحاسية منها الأدوات المستخدمة فى تزيين المنزل الغدامسى، هذا إلى جانب صناعة النسيج والملابس الصوفية، كما وجدت بعض الصناعات الأخرى كصناعة غزل ونسج الصوف وصناعة الأطباق والمراوح من سعف النخيل وغيرها. إلى جانب هذه الصناعات قامت بعض الحرف كالدباغون والصباغون والخرازون والخياطون والحمالون.