إدارة التعددية الإثنية فى البلدان الأفريقية

تحتل قضية الإثنية مكانة بارزة ليس فقط على مستوى الأجندة الإفريقية, بل وعلى مستوى الأجندة العالمية أيضًا لما لها من تبعات على السلم والأمن الإقليمى والدولى والإثنية ليست اختصاص لعلم السياسة؛ ولكن ماجذب الاهتمام تجاه دراستها ظاهرة"تسييس الإثنية"أى حشد جماعة إثنية معينة وراء مجموعة من المطالب والضغط على النظام السياسى من أجل الاستجابة لهذه المطالب، هذه الظاهرة أصبحت من أبرز مهددات ليس فقط مشروع بناء الدولة الوطنية الأفريقية؛ بل استمرار ووحدة هذا الكيان من الأساس. وتُعد إثيوبيا من أهم النماذج التى تمثل فيها ظاهرة الإثنية المتغير المستقل الذى يؤثر كليًا أو جزئيًا على باقى المتغيرات: السياسية، الاقتصادية، الثقافية، الأمنية والاجتماعية فى معادلة الحياة السياسية اليومية فى إثيوبيا، فهى بمثابة متحف يضم قرابة (85) جماعة إثنية ممايضع الدولة أمام تحد كبير لإدارة هذه التعددية، فالمشكلة التى تواجه إثيوبيا ليست هى التنوع والاختلاف فهى ظاهرة طبيعية، لكن المشكلة الحقيقية تكمن فى فشل سياسات النظم المتعاقبة فى دمج هذه الجماعات أو حتى استيعابها) لضمان تجنب الصراعات الإثنية.