الامام جعفر الصادق وآراؤه الفقهية في الحدود دراسة فقهية مقارنة

تقديم إن هذا الكتاب يتحدث عن موضوع هام له علاقة بأمن المجتمع وسلامته، وقد تحدث فيه المؤلف عن الحدود وعقوباتها في الشريعة الإسلامية من وجهة نظر عالم جليل ورجل من أهل البيت عرف بإيمانه الغزير وتقواه وهو الإمام جعفر الصادق، حيث طرح المؤلف آراءه الفقهية في الحدود وعقوباتها الشرعية في الشريعة الإسلامية مقارنة بالمذاهب الفقهية الستة وهي المذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي والمذهب الظاهري والزيدي، عرض الآراء وأدلتها وناقشها مناقشة علمية، ورجح ما انقدح في ذهنه معتقداً أنه الرأي الأرجح الذي يخدم مصالح الامة في الزمن الحاضر، يذكر أن فقه الإمام جعفر الصادق يطلق عليه الفقه الجعفري نسبة إليه، وقد تبنّت فقهه الشيعة الإمامية في ايران والعراق وغيرها من الدول، وهو فقه جيد يستحق التقدير. لقد كان الصادق سليل الدوحة الهاشمية، ووليد البيت النبوي، وأستاذ الإمامين الجليلين الإمام أبي حنيفة إمام الرأي والإمام مالك بن أنس إمام الحديث، فكفاه فضلاً وشرفاً أن يكون من أكابر شيوخهم. فقد كان الإمام الصادق من عظماء الفقه الإسلامي وأعلامه الذين بيّنوا مذهب أهل البيت عليهم السلام الذي هو مذهب أهل السنة والجماعة وشرحوا فقههم، هذا الفقه الذي انتشر وازدهر على يديه، فكان وبحق فقيه عصره، ووحيد زمانه ودهره، مفتاحاً لصناديق الفقه وخزائنه، مغلاقاً لأبواب الجهل ورذائله، تتلمذ على يديه آلاف الطلبة والفقهاء.