الرياح الآتية من الغرب

هناك نقاط مشتركة دائما بين البشر وبعضهم البعض ، فقد يحدث أن يتلاقى إنسان مع أخيه الإنسان بعد فراق طويل ، واختلاف كبير في المعتقدات والقناعات ، فلابد أن تكون هناك نقطة مشتركة من خلالها يمكن أن يتواصل الاثنان معا في هذا العالم ، ورغم الفروق الفردية بين البعض ، والبعض الآخر ، إلا أنه قد توجد جزر كثيرة يهبط الاثنان عليها ، تمثل أرض مشتركة بينهما . عزيزي القارئ ، إن أفكار البشر دائما قابلة للتعديل والتغيير ، وإصرار البعض على كون أفكارهم هي الأصح ، خطأ فادح ، فبعد تطبيق تلك الأفكار في عالم الواقع ، ورغم خصوبة أرض الواقع ، إلا أن هذه الأفكار قد لا تنبت ، ولا ترعرع ، وتموت مع أول هبة ريح ، وأول قطرة مطر ، وأول لفحة شمس ، والقليل من هذه الأفكار إن صمد ، ونبت وتم ريه وتدعيمه بالمخصبات الفكرية المعضدة والمدعمة له ، فقد تنشط عملية الإنبات ، وتعطى في النهاية ثمارا ، يتم جنيها من قبل البشر ، إلا أن تلك الأفكار، رغم جني ثمارها فهي لا تزال في حيز التجربة وتحت شعار الصواب والخطأ.