تقدير الإحتياجات التدريبية للجمعيات الأهلية كمؤشر تخطيطى لبناء قدراتها

إن المشكلة الحقيقية التى تواجه الجمعيات الأهلية وتعوقها عن أداء وظائفها التنموية؛تتمثل فى ضعف قدرات وقلة مهارات القائمين على هذه الجمعيات من أعضاء مجالس الإدارات، والتى غالباً ما يمارسون أدوارهم بطريقة عشوائية وغير منظمة، خاصة فيما يتعلق بالنواحى الفنية المتعلقة بالتخطيط والتوجيه والإشراف والتنسيق والاتصال والتنفيذ والمتابعة وتقييم كافة العمليات الفنية والإدارية التى يجب أن تتوافر فى مثل هذه التنظيمات، وعموماً فإن نقص هذه القدرات أو غيابها، يؤدى إلى إهدار كافة الموارد التى تصل إلى هذه المنظمات؛ مما يترتب عليه عدم وجود جهود تنموية حقيقية. ولما رأينا أن هذه الدراسات قد أشارت فى بعضها أوغالبيتها إلى أن الجمعيات الأهلية تواجه سواء على المستوى المحلى أو حتى على المستوى العالمى أزمة حقيقية قد ترجع فى مسبباتها، إما إلى ندرة الموارد اللازمة للقيام بأدوارها التنموية أو إما لعدم قدرة القائمين على هذه الجمعيات على توجيه هذه الموارد الاتجاه السليم فى حالة وجودها. ناهيك عن عدم قدرة القائمين على تقديم الخدمات الاجتماعية الأهلية على تحديد أكثر الفئات احتياجاً، واستحقاقاً لهذه الخدمات. فإن ذلك يجعلنا نزعم أن ضعف كفاءة الجمعيات الأهلية؛ يرجع إلى عدم توافر القيادات المؤهلة فنياً، وعدم توافر البيانات والإحصاءات المحلية، والانفصال بين هذه الجمعيات وأجهزة البحث العلمى.