منهج الإفتاء عند الإمام أبي حنيفة وأصحابه

هذا الكتاب يساعد على معرفة حقيقة المذهب الحنفي؛ ومعرفة رجاله، والمراحل التي مرَّ بها عبر تاريخه منذ نشأته، وكان الدافع لذلك أني دُعيتُ إلى جمهورية تتارستان في روسيا الاتحادية؛ لإنشاء أكاديمية إسلامية لعلوم الشريعة واللغة العربية، يكون مقرها مدينة (بلغار) الأثرية التي دخلها الإسلام في عام 310هـ حين قدم وفد كبير من بغداد أرسله الخليفة العباسي المقتدر بالله برئاسة عالم بغداد أحمد بن فضلان، وعرضوا الإسلام على سلطان بلغار فأسلم وأعلن قبول الإسلام وأنه دين الدولة، ومدينة (بلغار) تقع بجوار نهر الفولكا على بعد مئتي 200 كيلومتر من (قازان) عاصمة تتارستان. وكان قد برز في تتارستان طائفةٌ من العلماء الذين تركوا آثارا ومؤلفاتٍ في أنواعٍ من العلوم، غير أن هؤلاء العلماء لم يَخلفهم أحدٌ بعد موتهم، بسبب القهر الذي مرّت به البلاد إبان الحكم الشيوعي، مما جعل الفرد يعرف أنه مسلم حنفي، لكنه يجهل كثيرا من أحكام الإسلام، ولا يعرف كثيرا عن المذهب الحنفي الذي يتبعه كُلُّ أبناء التتار.