منظمات التعلـم والتميـز المؤسسي في التعليم

يمثل التقدم التقني والمعرفي محركًا أساسيًا لدفع المنظمات في جميع أنحاء العالم للسير بخطى سريعة نحو التحول إلى منظمات متعلمة كأحدث نمط إداري انتشر مؤخرًا ليحل محل الأشكال التقليدية في إدارة المنظمات، حيث تعمل على إعادة ترتيب أوضاعها، والاستفادة من تجاربها السابقة ومشاركة العاملين فيها المخزون المعرفي، وتعزيزه ليخدم الجانب التقني ويحقق تطلعات وآمال المجتمعات ويسهم في بقاء هذه المنظمات واستمرارها. كما تُجمع أغلب الأدبيات الإدارية على ضرورة أن تعتمد الجامعات معايير الأداء المتميز، وأن تسعى نحو التفوق والتميز. وهذا يتطلب العمل على توفير بيئة داعمة للتعلم التنظيمي، واستخراج المعارف من عقول أفرادها، وجعلها مشاعة لجميع العاملين، من خلال تبني خصائص منظمات التعلم بما يسهم في إحداث التغييرات الإستراتيجية المطلوبة نحو التميز. والجامعات الفلسطينية منظمات تعلم كونها منظمات خدمية وبحكم طبيعة عملها وما تمتلكه من بنية معرفية تتمثل في وجود العناصر البشرية والتقنية، وما تضمه من تخصصات علمية ونظرية، وما يتوفر لديها من مراكز بحثية ومصادر ونظم معلوماتية. كل ذلك يتطلب أن تتم عملية التعلم في جميع المستويات الإدارية بصورة متزامنة، للحفاظ على كفاءة الجامعة، وقدرتها على الاستمرار، من خلال دمج المعارف، والخبرات، والتصورات، والاستراتيجيات التنظيمية في بوتقة الأداء الجامعي للوصول إلى التميز المؤسسي المرغوب.