لم يعد لنا كباحثين مسلمين وعرب دور حقيقي في العلم إلا تعزيز النظريات القائمة، ولم يعد لدينا أدني فرصة لتحدي أو دحض أي نظرية قائمة من خلال مدارسنا العلمية أو جامعاتنا المستقلة. وبدلا من حل هذه الإشكالية الأساسية التي تقف بيننا وبين المشاركة في الحركة العلمية العالمية، نشأت لدينا صراعات داخلية هائلة بين من يرون العالم الغربي كمستعمر مرفوض تماما، وتصنيف من تتبع نظرياته كمستغرب مرفوض أيضا، ومن يرون التراث الذي نملكه بتنوعه عائقا أمام اللحاق بالركب العالمي وأن النجاح هو في تتبع نتاج العلم الغربي في كل مناحي الحياة، وتصني فمن تعلق بالتراث بالرجعية والتخلف، وبين هذين الطرفين فئات تنحاز هنا مرة وهنا أخرى. لكن التحولات الرئيسية التي خاضها العالم منذ ثمانينات القرن الماضي، جعلتني أرى فرصا حقيقة في أن يقدم العالم العربي والإسلامي أرثه الثقافي وذلك بإعادة اكتشاف ما يقدمه هذا الإرث للعالم من قيم جديدة، ولكن هذا يتطلب جهدا كبيرا لدمجه في الطرق الإجرائية للبحث العلمي التي تضمن قضايا السلامة المنهجية وجهدا مماثلا لمشاركة العالم في اكتشاف الجديد في هذا الكون وحقائقه وليس إعادة الطرح لما تم اكتشافه فعلا، والعمل على تقديم تفسيرات تنبع من الثقافة العربية والإسلامية وفقا لطرق البحث التي تضمن سلامة البحث ومصداقية الباحث. لكن هذا العمل يستلزم الكثير من الجهد في تحديد المشكلة القائمة في البحث العملي
Détails du livre: |
|
ISBN-13: |
978-3-330-84570-1 |
ISBN-10: |
3330845708 |
EAN: |
9783330845701 |
Langue du Livre: |
عربي |
de (auteur) : |
محمد ال عباس |
Nombre de pages: |
156 |
Publié le: |
03.01.2017 |
Catégorie: |
Philosophie |