الإقناع في الخطاب الصحافي السياسي المغربي: ركن "شوف تشوف" نموذجا

يشكل الخطاب الصحافي المكتوب موضوعا هاما للحجاج، بالنظر إلى سببين هامين: أولهما، ﻷنه من أكثر الوسائل اللغوية التصاقا بالجمهور، وثانيهما، ﻷنه من أكثر الخطابات قدرة على التلاعب بعقول الجماهير، يسعى إلى كسب رهان التأثير في المواقف والآراء. والواقع أن الخطاب الصحافي المكتوب جنس واسع وشامل، يضم بين ثناياه أجناسا صحافية كثيرة، بعضها يقف عند حدود الإخبار ونقل المعلومات، ويسعى قدر الإمكان إلى الاتصاف بالحياد والموضوعية، ومن هذه الأجناس هناك التقرير الصحافي، والمقال الإخباري، والبورتريه... في حين يتجاوز البعض الآخر وظيفة الإخبار إلى عرض المواقف ووجهات النظر الخاصة بصاحبه، ساعيا إلى إقناع القارئ بها ودفعه إلى القبول بها. وتسمى هذه الأجناس بأجناس الرأي، منها مقال النقد، والافتتاحية، والركن القار. إن هذه السمة الحجاجية التي يتسم بها الجنس الصحافي"الركن القار" تظهر جليا في سعي كاتبه إلى التعبير عن مواقفه الخاصة إزاء مايشاهده من أحداث راهنة، محاولا دفع جمهوره إلى الإذعان والاقتناع.