مستخلص الكتاب نشأ الدرس العربي متدينا بحكم شرقيته الروحانية، فبيئته مهد النبوات، ومهبط الرسالات، ولهذا جمعنا في الكتاب بين اللغوي والديني، فهما وجهان لعملة واحدة، فذكر الوجه الواحد يذكّر الثاني علائقيا، فالشيء بالشيء يذكر، وللسان العربي تجليات ثلاث بوسعنا عنصرتها في رؤوس الأفكار الآتية: أ- تجلٍّ عوامي: عليه لغة جماهير الناس، يتعاطونه في أسواقهم، وفي أمور حياتهم يجري على ألسنتهم عافيا صافيا، وتخضع مفرداته إلى ما يمكن اعتباره بالانتخاب الاجتماعي حملا على ما يعرف بالانتخاب الطبيعي. ب- تجلٍّ إبداعي: يتفاوت فيه أهل البيان، فيكسرون بمواهبهم الفطروية القواعد، وإيلاف القوالب المخدرة ليغدوا هم حجج اللغة بين أهلها، ومنظري معياريتها، وعلى هذا المستوى العالي الطبقة راهن القرآن في إثبات الإعجاز، والتأسيس للسانيته المتفردة في سياق التحدي للخصوم من أهل العربية اطمئنانا بما للعربي من سابقة فطروية في بيانه, واعتداد بلسانه، ليكون حال عجز السابقين من جنس عجز المتأخرين. ج- تجلٍّ إعجازي: يصدر وحيانيا من أمر السماء للأرض، ويترجم عن المعجزة البيانية ذاتها من ذاتها بجملة تمثلاتها الإبلاغية في إقرار الأصول، وتنزيل النقول، وخطاب العقول تحت سقوف تنقطع الأعناق عن مجاراتها، أو الطمع في محاكاتها بأساليب من طينة ما ألفوه، وبلسانهم الذي عهدوه وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ (إبراهيم:4)
Book Details: |
|
ISBN-13: |
978-3-330-84909-9 |
ISBN-10: |
3330849096 |
EAN: |
9783330849099 |
Book language: |
عربي |
By (author) : |
أمحمد زغـــوان |
Number of pages: |
188 |
Published on: |
2017-02-21 |
Category: |
General Humanities |