الشيخ محمد الخالصي والمعارضة السياسية ضد الأسرة البهلوية 1921-1941م

خلصت الدراسة أن الشيخ الخالصي مثَّل نموذجاََ للثقافة الدينية المتقدمة التي مازجت حالة التطور الاجتماعي الذي شهده العالم فحاول بفكره أن يخضع المجتمع للإصلاح على طريق الإسلام. كما كشفت الدراسة ﺁفاقاً جديدة لمعرفة الشخصية الدينية المنفتحة التي تجمع عدة سمات من ثقافة فكرية وروح مبادرة وقدرة على التغير والمرونة في الانسجام، فالشخص المدروس تنقل في مناطق عدة، لم يقل نشاطه في مكان ولد فيه إلى مكان أبعد إليه فتراه خطيباً يخضع الخطبة لسياسته فتجمع حوله مريديه، فاتسع نشاطه مما أثار حسد المبغضين، فخلقت له مشاكل مع رضا شاه لكن لمكانته المكتسبة لم يستطع الشاه التعرض لشخصه أو الحد من نشاطه الذي تعدد واختلف، فقد ركز على صلاة الجمعة وخطبها وجعلها وسيلة لبيان ما يتبناه من أفكار وفتاوى ومسائل تجديدية تعرض له، إضافة إلى قضايا كانت تعرض له من خلال لقاءه المباشر بالناس، إذ كان يرفض قطعاً سياسة الإحاطة بالحواشي الذين يمنعون الناس، ويحولون دون وصولهم إلى مراجعهم ومُقَلديهم، مكنه هذا الأمر من عيش الواقع بكل وضوح، فضلاً عن المراسلات التي تجري بينه وبين رجالات السياسة في سبيل الوصول للهدف المنشود، ونادى بمبدإ عدم فصل السياسة عن الدين لإيمانه بأن السياسة جزء من الدين، ورفض العودة المشروطة وفضل البقاء منفيا لعقدين ونصف من حياته، قاسى خلالها معاناة المنافي والسجون والمرض ومحاولات الاغتيال من قبل شاه إيران.