لمّا كانت صَيرورة القراءة هي تَشكّل نهائي ناتج من صراع بين النصّ والقارىء، فإنّ مهمّة التلقّي لا تستكمل إلاّ بتفاعلهما، وإنّ هذا الفعل الإبداعي هو نتاج العمل الأدبي المُتَمثّل بنصّ المنتج أو القُطب الفنّي الذي يتّسقُ بالأطر العامّة للتّرابط الدّلالي، وبالتحقق الإبداعي الذي ينجزه القارىء أو القطب الجمالي، وهو المثار من التّفاعل بين النصّ والقارىء، وذلك لما يمكن أنّ يقدّمه النصّ من مفاتيح إثارة للقارىء من خلال التفاعل بين بنيتهِ, وبنية فهم ذلك القارىء، لأنّ البحث في عمليّة التّلقّي هو في الأساس من مهام سيكولوجيا القرّاء، عندها يأخذ النصّ مسحته الموضوعية على نحو يتقبّل وجهات النظر المختلفة، بفعل الفرضيّات النظرية للتلقّي والأثر، وتكوّنها الجدلي للانتقال من نقطة تاريخيّة لأخرى، وهذا ما أكّدته فلسفة القراءة في العقليّة النقديّة على أنّ المؤلّف قد انتهى من إنتاج نصّه، وبذلك تكون القراءة متقوّمة من نصّ ينطوي على مؤلّف يوجّه إشعاعه الفكري على مدركات القارىء، وعندها تكون القراءة متكوّنة من النصّ والمتلقّي في إطار علاقة تفاعليّة من دون أنّ تغفل أنّ النصّ مأثرة تخليديّة للمؤلف، وذو قيمة أدبيّة وفكريّة, لتَشيّيدهِ المتطاول في ذهن القارىء. وقد أصبحَ النّقدُ المتعلّق بالقارىء/ الاستجابة يشيرُ إلى مَدى التحوّل من التركيز على .المبدع إلى التركيز على الابداع/ المتلقي، في النّظريّات الحديثة ...

Détails du livre:

ISBN-13:

978-3-330-85191-7

ISBN-10:

3330851910

EAN:

9783330851917

Langue du Livre:

عربي

de (auteur) :

مشكور كاظم العوادي

Nombre de pages:

136

Publié le:

21.02.2017

Catégorie:

Lettres, Rhétorique