أسطورة موت المعبودات وبعثها في مصر والشرق الأدنى القديم

تتناول هذه الدراسة أحد أهم جوانب الفكر الديني عند الإنسان القديم في مختلف الحضارات ألا وهو جانب الفكر الأسطوري، بدءاً من الحضارة المصرية القديمة، ومروراً بحضارة العراق القديم والحضارة الفينيقية في سوريا ولُبنان (بلاد الشام). وقد بدأ في السنوات العشرين الأخيرة اهتمام خاص مفاجئ لدى العرب، كُتّاباً وباحثين وقُرَّاءاً، بالأسطورة، وبالقضايا الأدبية والفكرية التي تتولد عنها، أو تتصل بها. فقد تُرجمت ونُشرت العديد من القصص والأساطير الخاصة بمصر وبلدان الشرق الأدنى القديم. وقد عمل باحثون كثيرون في العراق وسوريا على دراسة الأساطير في هذين البلدين، وعلى ترجمة نماذج عديدة منها، نقلاً عن اللغة الأصلية، أو اعتماداً على ترجماتها في اللغات الأجنبية. ومما حفزني للعمل على مثل هذا البحث هو محاولة اكتشاف علاقات جديدة بين هذه الحضارات وصلتها ببعضها البعض ولكن ليس عن طريق التجارة أو الحروب والفتوحات القديمة، ولكن هذه المرة عن طريق الفكر الديني، وكيف تشابهت خصائصه في هذه البلدان رغم بُعد المسافة بينهم ورغم اختلاف تفكير البشر من مكان إلى آخر ومن بلد إلى أخرى.