الأسرة السعيدة والخلافات الزوجية

إن الأسرة هي نواة المجتمع والمحضن الطبيعي الذي تمتزج فيه عواطف الحب والرحمة ، وفيه يجد الزوجان ضالتهما في الأنس والرغبة والاستقرار النفسي والعاطفي ، كما أنها المدرسة الأولى التي يتلقى فيها الأطفال مبادئ العلم والأخلاق والتربية والتوجيه . وقد خلق الله سبحانه وتعالى الخلق ، وجعلهم مختلفين في الأجسام والأفهام والمواهب والعقول والميول والطباع .. بيد أنهم يشتركون على نحو متفاوت في الحاجات والدوافع والغرائز والانفعالات . وشاءت حكمته ، جل شأنه ، أن جعلهم يحتاجون في حياتهم إلى بعضهم البعض ، وأن يجمع الأزواج ذكورا وإناثا في بيوت مشتركة. وما ركب فيهم من غريزة حب الذات ، وحماية الذات ، مع جهل الزوجين ، في كثير من الحالات ، بأصول العشرة الزوجية ، وعدم تواؤم الأمزجة والعقول ، وعدم تدريبهما وإعدادهما إعدادا مناسبا لمواجهة مسؤولياتهما في الحياة الأسرية الجديدة ، بما تحتاجه من متطلبات ، وما يفرض عليها من علاقات وواجبات ، وما يعترض مسيرتها من مشكلات ، فكان لا بد من أن تنشأ بينهم خلافات كثيرة ، ونزاعات متكررة بسبب ذلك . فالكتاب أسهل كثيرا من وسطاء الصلح في ولوج البيوت التي تستعر بالخصام وتضطرم بالخلاف ، حيث لا يستطيع أحد من الجيران أو المقربين ولوجها ، في الغالب الأعم ، لإطفاء السعير وإخماد الحريق للاعتبارات المشار إليها .