حوارات عربية في النقد والأدب والعلم

ما أجمل أن تتلاقى العقول، وتتلاقح الأفكار، وتتقاطع الرؤى وتتقابل، وترى الشيء الواحد بأكثر من منظور، وتكتشف الأخطاء، وتفرح بالتصويبات، وتتنزه منتشيًا بين دروب وحارات ومتاهات وحدائق وارفات وجداول وينابيع وشلالات وأنهار وفوارات الإبداع، وتعلو حتي تلامس السحاب، وتزهد حتى تتساوى بالتراب، وتفرح بما جمعت من باقات، وشتلات، وتوقيعات، وإجابات، وَلَّدَتْ في النفس تساؤلات، معلنة أنه ليس للفكر ساحل للوصول، ولا بد من الإبحار الدائم والتجوال، والحل والترحال، دون ملل وراء ألف ألف سؤال، لن تجد لها إجابات إلا في الحوارات، والإجابات تطرح أسئلة وهكذا، إلى آخر المشوار، فلا سكون ولا قرار، ولا راحة من ليل أو نهار، إلا في ضجيج الحوار، فالحوار حياة، إذا توقف ..توقفت الحياة.. وهذا الكتاب حياة صاخبة هادئة، لا تعرف السكون، تأخذك من نفسك، من حياتك، من فكرك، وتدلف بك من باب إلى باب، وخلف كل باب ستقابلك بشخصية تفردت في أفكارها، تعرض لك تجاربها، أتحاور بالنيابة عنك، وتتلقى الإجابة بنفسك، وقد تزيدك معرفة، حتمًا، وقد تدفعك إلى طرح أسئلة وتحاول بعد أن تغلق الكتاب، أن تعيد أيضًا تجربة الترحال مع الحوار، ودعني أنصحك بأن تتوقف لتنهل من هذا الكتاب الذي يضم عدة حوارات هامة مع شخصيات لها إسهاماتها وقدرها، نقر لها بالعطاء رغم تباين المرحلة العمرية بينها، وفيها من الآراء التي تنير الدرب لمن قرأ، و لمن أراد أن يقرأ.